في خضم المنافسة القوية بين تطبيقات المراسلة الفورية على جذب المزيد من المستخدمين و كسب ثقتهم لتضخيم الأرباح، يطلق تطبيق "واتساب" ثلاث تحديثات هامة، كان الكثير من مستخدمي هذا التطبيق ينتظرونها منذ فترة طويلة.
تتعلق التحديثات الثلاثة الجديدة من "واتساب" بكل من ميزة التفاعل مع الرسائل بالرموز التعبيرية، و زيادة حجم الملفات التي يمكن مشاركتها مع الآخرين، وزيادة عدد المشاركين في المحادثات الجماعية.
التفاعل مع الرسائل بالرموز التعبيرية
أصبح بإمكان مستخدمي "واتساب" الآن التفاعل مع الرسائل بطريقة سريعة، وذلك باستخدام الرموز التعبيرية.ما يعني أنه بإمكانهم اختيار أحد رموز "إيموجي" الستة التي تنبثق مع الضغط المطول على الرسالة، وإضافته بدلا من كتابة رد على الرسالة.لم تكن "واتساب" السباقة إلى هذه الميزة، بل تم اقتباسها من خدمة موجودة سابقا على تطبيقات أخرى مثل "ماسنجر" و "تليغرام".
مشاركة الملفات الضخمة
تعتبر هذه الميزة قفزة هائلة من "واتساب"، إذ وفرت للمستخدمين إمكانية المشاركة للملفات الضخمة، والتي يصل حجمها حتى إلى 2 جيغابايت. سابقا كان الحد المسموح به لحجم الملفات هو 100 ميغابايت فقط، وقد عانى المستخدمون مع هذا الإجحاف، لكن الآن سيتمكنون من إرسال صور عالية الدقة، أو مقاطع فيديو بحجم كبير، بين الأصدقاء أو في إطار الأعمال. وسينتهي الكابوس الذي لازم المستخدمين طويلا، وجعلهم يبحثون عن مختلف الحلول كضغط الملفات قبل إرسالها عبر "واتساب".
مضاعفة عدد المشاركين في الدردشة الجماعية
كانت "واتساب" قد أضاف في شهر أبريل المنصرم من هذا العام ، ميزة جديدة تمثلت في زيادة عدد الأشخاص الذين بوسعهم المشاركة في مكالمات الفيديو الجماعية. وقد رفع العدد من 8 أشخاص إلى 32 شخصًا. و حسب موقع "ذا فيرج" الأميركي المختص في التكنولوجيا، سيضاعف "واتساب" أيضا في القريب العاجل من عدد المشاركين في المحادثات الجماعية ضمن المجموعات، لينتقل العدد من 256 إلى 500 مشارك.
لم تكن هذه التحديثات التي طرحتها "واتساب" مفاجئة، ففي الشهر الماضي من هذا العام، أعلنت شركة "ميتا" - وهي الشركة الأم التي تمتلك تطبيق "واتساب" - عن ميزات ستظهر قريباً. إلا أن المنافسة الشرسة على ما يبدو هي التي جعلت الشركة تعجل بإطلاق هذه الخدمات الجديدة، خصوصا و أن السباق بات محموما مع تطبيق "تيلغرام" للسيطرة على سوق تطبيقات التراسل الفوري.يُمكن فهم أسباب هذا التعجل في طرح هذه الميزات من طرف "واتساب" على أنه إتاحة لخدمات أفضل لمستخدميه البالغ عددهم 2 مليار مستخدم نشط شهريا عبر العالم، والذين يثقون ب"واتساب"، وينتظرون منه الجديد.
كذلك يبدو أن التطبيق يرغب في تحقيق التميز لجذب المزيد من المستخدمين، وبالتالي تضخيم الأرباح، وهو الهدف الذي تسعى له كل التطبيقات التكنولوجية، وأيضا يرغب في التفوق على بقية تطبيقات التراسل الفوري، وعلى رأسها تطبيق "تليغرام". الذي يُعتبر المنافس الأقرب لـ"واتساب"، و الذي يبلغ عدد مستخدميه أكثر من 500 مليون مستخدم نشط عبر العالم، ويُرَوج له بأنه من التطبيقات الأكثر حفاظًا على خصوصية المستخدمين.
حسب رأي الخبراء والمهتمين، فجميع تطبيقات التراسل الفوري غير قادرة على إزاحة "واتساب" من الصدارة، نظرًا لنمو شركة "ميتا" المستمر، وامتلاكها لقدرات تكنولوجية ومادية هائلة، لكن ينبغي دوما العمل على التطور المستمر لضمان ذلك النمو والتصدر.