لماذا غيرت فيسبوك Facebook اسمها إلى ميتا Meta ؟
غيرت شركة فايسبوك اسمها مؤخرا من فايسبوك إلى ميتا Meta، والكثير من الاشخاص بدأوا يتساءلون عن السبب وراء تغيير اسم الشركة، وهل ستتغير التطبيقات التابعة لهذه الشركة ؟ وهل سيتم تغيير اسماء تطبيقات فايسبوك وانستغرام وواتساب وميسنجر ؟ ولماذا تم اختيار اسم ميتا كاسم بديل للشركة ؟ وماذا تعني كلمة ميتا Meta ؟ هذه مجمل الأسئلة التي يتم طرحها من قبل مستخدمي الانترنت حول العالم.
أول شيء ينبغي الإشارة إليه قبل الدخول في تفاصيل الموضوع، هو أن التطبيقات التابعة لشركة مارك زوكربرغ مثل فايسبوك وواتساب وانستغرام وميسنجر سوف لن تتغير أسماؤها، وستظل بنفس الأسماء التي عرفت بها، لكن الذي ستغير هو فقط اسم الشركة الأم التي تحتضن هذه التطبيقات، وتسهر على أدائها وتدبيرها، والتي كانت تسمى سابقا بشركة فايسبوك.
شركة فايسبوك لم تكن الشركة الوحيدة التي قامت بتغيير الاسم، فهناك العديد من الشركات الكبرى قامت بتغيير اسمها كشركة آبل Apple على سبيل المثال.
ماذا تعني كلمة ميتا META ؟
بالنسبة إلى اسم الشركة الجديد Meta، ومالذي يعنيه هذا الاسم. فإنه مأخوذ من كلمة "ميتافيرس Metaverse" وهي كلمة مركبة من شقين: الشق الأول ميتا Meta و الشق الثاني فيرس Verse. ميتا تعني "ماوراء" أو "مابعد" وهي كلمة ذات أصل يوناني، و كلمة فيرس تعني "الكون". والكلمة المركبة "ميتافيرس" ليست بالجديدة، فلقد تم ذكرها منذ سنوات عديدة. وقد استعملها لأول مرة الروائي الأمريكي "نيل ستيفنسون" في راويته تحطيم الثلوج "Snow Crash" التي كتبها وقدمها سنة 1992، والتي يحكي من خلالها عن ان البشر في المستقبل سيتمكنون من التواصل فيما بينهم في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. والتي تتشابه إلى حد كبير مع البيئة الواقعية الحقيقية.
ومنذ ذلك الحين، بدأ تداول هذه الكلمة من طرف المطورين والمختصين في الأنترنت والتكنولوجيا الرقمية.، إلى أن كثر الحديث عنها مع إقدام شركة فيسبوك على اتخاذ شقها الأول كاسم جديد لشركتها، وظهر بالتالي فضول الناس لمعرفة معنى هذا المصطلح الجديد.
لكن، لماذا اختار مارك زوكربرغ هذا الاسم لشركته. يقول مارك في إحدى تصريحاته أن تقنية ميتافرس ستكون هي انترنت المستقبل، والناس ستبدأ في التواصل فيما بينهما داخل عالم افتراضي بواسطة شخصياتهم الافتراضية التي ستكون على شكل "أفاتار Avatar"، ويمكنهم التواصل مع أشخاص من مختلف بقاع الأرض، بطريقة تتجاوز شكل التواصل الموجود الآن على شبكة الأنترنت، بحيث ستمكن هذه التقنية الجديدة من جعل الناس يلتقون ويتواصلون في بيئات افتراضية شبيهة بالواقع الحقيقي، كإمكانية لقائهم داخل مقهى افتراضي، أو على شاطئ البحر، أو حتى على كوكب من الكواكب!
كما يمكنهم مثلا دخول قاعة مسرح افتراضية، ومشاهدة العرض المسرحي سوية، أو عقد اجتماعات في قاعات الندوات، أو تلقي دروس تعليمية سويا داخل فصول دراسية أفتراضية.
كل هذا سيحدث وهم جالسون في أماكنهم، لايبرحونها، وسيتفاعلون مع بعضم البعض كأنهم في الحياة الحقيقية الواقعية. لكن مع ارتداء أجهزة خاصة كالنظارات الذكية، أو اقنعة الواقع الافتراضي المعزز.
انترنت المستقبل !
جدير بالذكر أن هذه التقنية اشتغلت عليها شركة فايسبوك منذ سنوات، حينما قامت بتأسيس شركة "أوكولوس Oculus"، وطورت تطبيقا خاصا يدعى Horizon Workrooms، هذا التطبيق الذي يسمح للمستخدمين بالتواصل وعقد اجتماعات داخل قاعات افتراضية.
منذ ذلك الحين وشركة فيسبوك تستثمر في مجال تقنية ميتافيرس بخطوات ثابتة، ووعدت بخلق 10 آلاف منصب شغل للمهندسين المختصين في هذا المجال. وكلف استثمار فيسبوك في هذه التقنية أموالا طائلة.
لكن ليست شركة فيسبوك من كانت السباقة إلى دخول تقنية العالم الافتراضي، فقد سبقتها شركات عديدة التي اشتغلت على الواقع المعزز، كمثال على ذلك شركة Epic Games التي طورت لعبة فورتنايت Fortnite. ففي 24 أبريل 2020 أيام الحجر الشامل بسبب جائحة كورونا، نظمت هذه الشركة حفلا موسيقيا للمغني "ترافيس سكوت Travis Scott" واستعملت فيه تقنية الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز، كان هذا الحفل الموسيقي افتراضيا، وجميع من شارك فيه من المغني إلى الجمهور كانوا متواجدين في منازلهم! ربما يملك الفيسبوك تصورا خاصا حول هذه التقنية، يغاير تصورات الشركات التي سبق لها الاشتغال في هذا المجال، خصوصا إذا علمنا أن الفيسبوك تراهن عل هذه التقنية وتسميها أنترنت المستقبل!
استراتيجية للإصلاح و التصالح !
من جهة أخرى، يرى المختصون أن تغيير اسم شركة فايسبوك، لم يكن عاديا، وجاء بشكل اضطراري، نتيجة لعدة أسباب سنأتي على ذكرها في السطور القادمة. ويرى المحللون أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها شركة فيسبوك محفوفة بالكثير من المغامرة والخطورة، فقد يجعل أسهمها ترتفع، أو يحدث العكس، وتنهار الشركة! وهناك احتمال كبير أن يكشف المستقبل القريب عن فشل هذه التقنية، وعدم جدواها، وبالتالي تكون الشركة قد راهنت على جواد خاسر!
ويرى المحللون أن إقدام شركة فايسبوك على تغيير اسمها ماهي إلا خطوة للتمويه، ومحاولة لتغطية الأخطاء الكثيرة التي قامت بها الشركة خلال العشر سنوات الأخيرة، والتي بسببها بدأت الشركة في فقدان العديد من مستخدمي تطبيقاتها، مثل مشكل تسريب البيانات الذي أثير مؤخرا، وانتخابات دونالد ترامب، والعطل الكبير الذي أصاب خوادم الشركة، ودام لأكثر من سبع ساعات. كل هذه المشاكل دفعت الفيسبوك كما يرى المحللون إلى التسريع بهذا التغيير المفاجئ، الذي لم تسبقه على الاقل حملة إعلانية. والإقدام في النهاية على تغيير الاسم، وتقديم تقنية الواقع الافتراضي المعزز الذي مازال قيد التطوير.
كذلك يعتقد البعض أن خطوة شركة الفايسبوك هذه هي نوع من التصالح بينها وبين المستخدمين، وفي نفس الوقت هي مواكبة للتطور الحاصل في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يهددها بالطرد من نادي الكبار إذا لم تكن في مستوى المنافسة، خصوصا من المنافسين الشرسين تيك توك TikTok ويوتيوب Youtube.